تداعيات عودة “داعش” للعراق.. تحديات الحكومة والتدافع الإقليمي والدولي

محمد صادق أمين - إسطنبول

2٬335

عقد المنتدى السياسي العراقي في مدينة إسطنبول التركية السبت، الملتقى الأول له بحضور نخبة من السياسيين العراقيين؛ بينهم نواب ومحافظون سابقون ورؤساء منظمات وأحزاب عراقية، إلى جانب إعلاميين وسياسيين عراقيين، تحت عنوان تداعيات عودة “داعش” للعراق.. تحديات الحكومة والتدافع الإقليمي والدولي.

وعلى مدار جلستين استغرقتا 5 ساعات، ناقش المجتمعون أهم المستجدات على الساحة العراقية فيما يتعلق بمواجهة تنظيم الدولة “داعش” بعد هزيمته في آخر معاقله بسوريا.

لماذا المنتدى السياسي

قبيل بدأ الجلسات الحوارية قدم الأستاذ أسعد سليمان مدير مركز بغداد للدراسات، نبذة عن “المنتدى السياسي العراقي” وأسباب تأسيسه قائلاً:

“تشهد الساحة السياسية العراقية ومنذ سنوات عمل سياسي واسع بعد زمن طويل من العمل بنظام الحزب الواحد، وهو ما فتح الابواب واسعة للتنوع الفكري والثقافي في الساحة العراقية وصلت حد الاختلاف والتصادم”.

وأضاف: “التحول في العمل السياسي رافقه متغيرات كبيرة في الساحة العراقية وخصوصاً دخول القوات الامريكية وما تبعه من تدخل خارجي في ادارة الدولة ومن ثم التأثير في العمل الحزبي والسياسي، مما حول ساحة العمل السياسي الى ساحة صراع وتنافس أكثر منها ساحة عمل وتعاون لبناء العراق الجديد”

وتابع سليمان حديثه بالقول: “وفي محاولة لايجاد مساحة مشتركة للنقاش والحوار وتبادل الافكار ومن ثم التعاون في بناء آليات تعامل سياسي يخدم جميع العراقيين في أرض الوطن وخارجه نشأ هذا المنتدى بدعم وتنظيم من مركز بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام، والمؤسسة الوطنية للدراسات الاستراتيجة، و رابطة الاعلاميين العراقيين في الخارج، كي يكون مظلة ومنطلقاً للعمل في هذا المجال، يجمع العاملين في الجوانب المتعلقة بالعمل السياسي والمقيمين في الأراضي التركية مع  نظرائهم العاملون في الساحة العراقية والمهتمين بالشأن السياسي العراقي للوصول الى تقارب وتفاهم من خلال اللقاءات والحوارات التي يقوم بها المنتدى”.

تداعيات عودة داعش

في الجلسة الأولى، قدم الخبير والباحث العسكري العقيد حاتم الفلاحي، ورقة بحثية حملت عنوان: “تنظيم الدولة بين واقع الهزيمة وإعادة تنظيم الصفوف” تحدث خلالها عن تداعيات هزيمة “داعش” في سوريا وعودة التنظيم للعراق.

وتناول البيئة التي تحيط بهذه العودة المحتملة؛ مشيراً إلى أن هناك إشكالات تحيط بالواقع العراقي تهيء الأرضية لعودة “داعش” أهمها: وجود سخط شعبي من الأداء السياسي، غياب الشراكة بين الفرقاء، ممارسة الضغط الأمني على مناطق بعينها لأسباب طائفية.

وأكد الفلاحي أن “عدم حل هذه المشكلات سيؤدي إلى بيئة قابلة لعودة التنظيم للنشاط والحركة، وستكون هذه العودة على شكل حرب عصابات بعد أن أدرك قادة التنظيم أن مواجهة التحالف الدولي عسكرياً لم يعد أمرا مجدياً”.

وعلى مدار ساعة كاملة استعرض الخبير العسكري أهم المواقف الدولية والإقليمية في مواجهة “داعش”، إلى جانب الموازين العسكرية التي تحكم سير المواجهة المقبلة.

تداعيات الصراع الإقليمي

وفي الساعة الثانية فتح القائمون على إدارة المنتدى باب النقاش أمام المشاركين، ودارت حوارات مطولة عرض على مدار ساعة كل رأيه وتجربته، واستعرضت الأطراف مآلات ومسارات الأحداث على السحة الدولية.

وفي جلسة ثانية، استضاف المنتدى السياسي النائب العراقي السابق الدكتور عمر عبدالستار، والذي عرض ورقة بحثية حملت عنوان: “هل اتفقوا على التهدئة”.

تناول فيها العامل الدولي المحيط بالعراق، ونوع التحديات التي تعترض الساحة العراقية بسبب الصراع الدولي على النفوذ في الشرق الأوسط.

وتحدث عبدالستار عن النفوذ الأمريكي والإيراني في العراق واحتمالات المواجهة بين الطرفين، وأشار إلى أن “المواجهة بين طهران وواشنطن لن تتحقق قبل انفراط عقد الحرس الثوري، وعودة إيران للبند السابع ونزع صواريخها، وفقدان قدرتها على الردع”.

وأشار إلى أن “الأطراف المتصارعة اتفقت في هذه المرحلة على التهدئة في العراق، وان المواجهة القادمة ستكون في سوريا بين إيران وأمريكا”.

وتحدث النائب العراقي السابق عن أن “العراق بات جزءاً من المنظومة الدولية وما تشكله من تحالفات، وأن المجتمع الدولي لن يسمح بسقوط العملية السياسية في العراق” مشيراً إلى أن “تقسيم العراق ليس واردا في المخطط الأمريكي، لكن واشنطن تريد أن يكون شكل الحكم في العراق غير ما كان عليه منذ مرحلة تأسيس الدولة عام ١٩٢٠”.

وفي ختام اللقاء أعرب المشاركون عن ارتياحهم لما تم عرضه من أوراق في اللقاء، وعن رضاهم عن مستوى النقاش الذي دار على مدار خمس ساعات، داعين إلى المزيد من هذه اللقاءات وهذا التبادل الثقافي والمعرفي الذي يخدم العراق وتجربته السياسية.

 

 

 

لا يوجد تعليقات.