السعودية فإيران ثم أميركا.. وجهات الكاظمي لإخراج العراق من أزماته

924

وضع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نصب عينيه ثلاث جهات لزيارتها خلال المقبل من الأيام، حيث سيبدأ بالرياض ومنها إلى طهران ثم إلى واشنطن، في أول جولة خارجية للرجل المحمل بملفات ثقيلة.

وخلال زيارته لواشنطن سيتابع الكاظمي الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين البلدين التي كانت جولتها الأولى الشهر الماضي من خلال “الفيديو كونفرس” (Video Conference).

وبحسب مراقبين، فإن جولة الكاظمي المرتقبة التي تبدأ الاثنين المقبل تأتي لتعزيز مبدأ التوازن في علاقات العراق الخارجية، وتخفيف حدة التوتر بين الغرماء المتنافسين أميركا والسعودية من جهة وإيران من جهة أخرى.

عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الدكتور ظافر العاني، يرى أن هذه الزيارات تأتي كسرا للعزلة التي عانت منها الحكومة العراقية السابقة التي كان يترأسها عادل عبد المهدي حيث أصيب المجتمع العربي والغربي بـ”الإحباط جراء النفوذ الإيراني في العراق”.

وقال العاني إن الحكومة الحالية تريد إيصال رسالة بأنها تنتهج سياسة متوازنة في علاقاتها الخارجية، فهي منفتحة على العرب والمجتمع الغربي من جهة ولا تريد معاداة طهران من جهة أخرى.

وأضاف أن العراق بوضعه الراهن بأمسّ الحاجة إلى التعاون مع الأطراف التي يمكن أن تقدم مساعدات ملموسة للعراقيين لمواجهة الأعباء المالية والاقتصادية والأمنية والصحية التي تواجهه، وهو ما قد تحققه زيارة الكاظمي لأميركا والسعودية.

وأوضح العاني أن جولة الكاظمي تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بغداد، والتي أظهر فيها حرص فرنسا وأوروبا على عراق مستقل بسيادة كاملة.

أما بالنسبة لزيارة الكاظمي المقررة لطهران فاعتبرها العاني تهدئةً لمخاوف حلفاء إيران في العراق من تحالف عراقي أميركي عربي على حساب طهران.

وأعرب عن أمله بأن “تقوم حكومة الكاظمي بكل ما من شأنه إبعاد العراق من أن يكون ساحة للصراع الأميركي الإيراني والعبث بمصالح العراقيين”.

ونقل بيان حكومي عن الكاظمي قوله للودريان إن للدور الفرنسي أهمية عالية في دعم العراق المستعد للتعاون مع كل دول العالم الداعمة للسلام والاستقرار، في حين أكد الوزير الفرنسي أن باريس مستعدة لدعم العراق ليأخذ دوره الإقليمي المستحق.

مساع للتوازن

رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري، يرى أن هذه السلسلة من الزيارات تأتي لتأكيد مبدأ التوازن في علاقات العراق الخارجية وللحصول على مزيد من الدعم لحكومة الكاظمي، خاصة أنها تمر بأزمات عميقة وأمامها تحديات كبرى.

وقال الشمري إن الكاظمي سيقدم نفسه على أساس إمكانية الاعتماد على شخصه في تفكيك بعض الخلافات بين واشنطن والرياض من جهة وبين طهران من جهة أخرى، ومن مصلحة العراق أن يسود الهدوء المنطقة، ومن شأن ذلك أن ينعكس بشكل إيجابي عليه.

وأضاف أن الزيارات الثلاث المقررة ستحمل رسائل أن التوتر في المنطقة لا يصب في صالح العراق، لذلك فالزيارات فيها ملفات مشتركة، مستدركا بالقول إن المسألة شائكة وقد يكون من المستبعد قبول العراق وسيطا بين الأطراف المختلفة.

وبخصوص زيارة الكاظمي المرتقبة إلى طهران، قال الشمري إن الكاظمي سيشدد على التوازن في علاقته بين واشنطن وطهران، وأنه يمتلك علاقات جيدة مع طهران كرسالة إلى حلفاء أو مؤيدي إيران في الداخل العراقي، فضلا عن ذلك سيحرص الكاظمي على طمأنة الإيرانيين من أن العراق لن يكون منصة تستخدم ضد إيران.

وينتظر أن يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بغداد غدا الأحد قبيل زيارة الكاظمي لطهران، استجابة لدعوة نظيره العراقي فؤاد حسین، للتشاور مع کبار المسؤولین العراقیین.

حملة علاقات

ويرى الناشط والمحلل السياسي سعيد ياسين أن “العراق يشهد تقاطعات إقليمية ودولية، وعلى الحكومة العراقية أن تقوم بجملة إجراءات ومنها حملة علاقات متوازنة مع المتقاطعين، من أجل تحقيق استقرار سياسي وأمني واقتصادي في العراق”.

ويضيف أن “الشريك الأكبر في هذه التقاطعات هو الولايات المتحدة والتي يقع على عاتقها إيجاد بيئة واقعية لمساعدة العراق، لينفذ ما عليه من التزامات تجاه مواطنيه في تحقيق سيادة القانون ومكافحة الفساد، ولا سيما أن الهدف الأساسي للحكومة العراقية هو إجراء انتخابات مبكرة تلبية لمطالب الجماهير”.

وأعرب ياسين عن أمله بأن تراجع هذه الدول سياساتها بما يحقق مصالح العراق ومصالحها أيضا، لأن استقرار العراق يعني إنهاء لكل المشاكل الإقليمية، وأن تقدم هذه الدول ما يمكن تقديمه من أجل استقرار العراق، في ضوء المشاكل الاقتصادية وتراجع الإيرادات النفطية وجائحة كورونا”.

المصدر : الجزيرة

لا يوجد تعليقات.