رفضه المحتجون واختاره الساسة.. ما فرص نجاح رئيس الوزراء العراقي الجديد؟

علي الرسولي - الجزيرة

788

جاء اتفاق القوى السياسية العراقية على تولي محمد توفيق علاوي مهام تشكيل الحكومة الجديدة بعد شد وجذب طويل، في وقت تمثل فيه هذه الخطوة -وفقا لمراقبين- نسخة كربونية مشابهة للتي جاءت بسلفه المستقيل عادل عبد المهدي.

وفي تصرّف غير معتاد، خرج علاوي في تسجيل مصوّر بُث على مواقع التواصل الاجتماعي قبيل الإعلان الرسمي عن تكليفه برئاسة الحكومة، وتحدث عن أنه كلف بالمنصب من قبل الرئيس برهم صالح، وطالب العراقيين بمواصلة التظاهر حتى تحقيق جميع مطالبهم، كما دعاهم للوقوف إلى جانبه من أجل تنفيذها، متعهدا بمحاسبة القتلة وتعويض أسر الشهداء وتحديد موعد للانتخابات المبكرة ومحاربة الفساد.

نأي ومباركة

وتباينت ردود فعل القوى السياسية بشأن تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، إذ نأت كتل سياسية بارزة بنفسها عن تكليفه، ومنها ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي، بينما بارك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هذا التكليف واعتبره إنجازا تاريخيا، كما أيد تحالف الفتح -الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي- تولي محمد علاوي المنصب، مقابل وفائه بتعهداته له.

وقال عضو مجلس النواب كاظم الصيادي إن علاوي جاء بتوافق القوى السياسية بعد توزيع المناصب والحقائب الوزارية فيما بينها.

بدوره، انتقد المرشح للمنصب من بعض المتظاهرين فائق الشيخ علي تكليفَ علاوي برئاسة الحكومة، معتبرا أنه غير مؤهل لهذا المنصب لأنه نسخة مطابقة لعبد المهدي.

فشل متوقع

من جانبه، رأى الباحث في الشأن السياسي العراقي عماد جبر أن “من جاء بعبد المهدي -وكانت هذه النتيجة- يأتي اليوم بمحمد توفيق علاوي”، معتبرا أن “القبول بمرشح الأحزاب لرئاسة الحكومة يمثل خيانة لمئات القتلى وآلاف الجرحى الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل نجاح الحراك الشعبي”.

وتساءل جبر عن “سبب قبول الرئيس العراقي بتكليف محمد علاوي ورفض ترشيح أسعد العيداني للمنصب، وكلاهما مرفوض من قبل الشارع”، مرجحا “وصول البلاد مع حكومة علاوي إلى ذات النقطة التي وصلت إليها الحكومة المستقيلة”.

أما السياسي المستقل محمد العكيلي فقد شدد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة علاوي والتصويت عليها بالثقة، ودعمه من قبل القوى السياسية لأجل إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد.

من جهته، رهن عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي نجاح حكومة محمد علاوي بمدى تمكنه في محاسبة قتلة متظاهري الاحتجاجات، كخطوة أولى في برنامجه الحكومي.

تصعيد جديد

وبعد التسويف والمماطلة وتقصير سلطة الأحزاب وتجاهل مطالب المنتفضين وعدم اختيار رئيس للوزراء يطابق المواصفات التي طرحتها ساحات الاعتصام، أعلن متظاهرو ساحة التحرير في العراق رفضهم القاطع لتكليف محمد علاوي بالمنصب.

وقال الناشط في ساحة التحرير محمد كريم إن علاوي بعيد كل البعد ومخالف للنقاط التي أرسلها الحراك الشعبي سلفا إلى رئيس الجمهورية، لهذا تقرر التحضير لتصعيد مرتقب من قبل المحتجين.

وأضاف كريم أن “السلطة بتكليفها علاوي تجاهلت ما خرج المتظاهرون لأجله وكل ما تعرضوا له منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”، متهما القوى السياسية بأنها “تريد كسر إرادة الشعب من خلال عدم التزامها بجميع المطالب والشعارات التي رفعتها ساحات الاحتجاج”.

وأمام علاوي مهلة شهر لتشكيل الحكومة العراقية التي تنتظرها العديد من المهام الصعبة والمعقدة، ومن أبرزها ترتيب إجراء انتخابات برلمانية جديدة وإصلاح النظام الانتخابي والمضي بتنفيذ تعهداته التي أعلنها في خطاب التكليف.

لا يوجد تعليقات.