هل طلب العراق أموالاً لاستلام مقاتلي “داعش” من سوريا؟

ترجمة منال حميد

2٬048

كشفت صحيفةالغارديانالبريطانية عن مباحثات تجري بين بغداد وواشنطن، من أجل نقل عشرات الآلاف من مقاتلي تنظيمداعشوعائلاتهم من مراكز الاعتقال في سوريا إلى معسكرات اعتقال بالعراق.

وبحسب الصحيفة، تريد بغداد الحصول على رسوم بمليارات الدولارات لتسلُّم فلول التنظيم، ممن أُسروا خلال خمس سنوات من الحرب على التنظيم.

وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين أمريكيين أجروا محادثات مكثفة مع نظرائهم العراقيين، لنقل آلاف من الرجال والنساء والأطفال الأجانب إلى العراق، وأيضاً ضغطوا على حلفائهم في التحالف الدولي، من أجل نقل موانئهم من مركز الاعتقال الضيق في شمال شرقي سوريا، والذي وصفه مسؤول أمريكي كبير بأنه بات مثلبركان“.

وتشيرالغارديانإلى أن العراق طلب عشرة مليارات دولار تُدفع له مقدماً؛ ومن ثم يتلقى مليار دولار سنوياً، من أجل الموافقة على استقبال المعتقلين.

بالإضافة إلى الأموال التي طلبتها حكومة بغداد، اشترطت أيضاً منع وصول أي من العاملين في المجال الإنساني إلى السجون التي سيوضع فيها هؤلاء، وعدم اعتراض تلك المنظمات على عقوبة الإعدام، وهو أمر يبدو أن بريطانيا وفرنسا ما زالتا تعارضانه، حيث إنهما ترفضان إرسال مواطنيهما إلى دولة تُنفَّذ فيها عقوبة الإعدام.

وقال مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى إلى إزاحة عبء مقاتليداعشعن كاهل حلفائهم الأكراد، خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من شمالي سوريا، حيث تخشى واشنطن أن يشكل وجودهم لدى الأكراد فرصة لعناصر التنظيم للهرب؛ ومن ثم عودة التنظيم الذي تفاخرت واشنطن بالقضاء عليه.

أحد المواقع التي اختيرت لتكون مكاناً لاحتجاز مقاتليداعشمع عائلاتهم هو مخيم عوينات بين تلعفر وسنجار قرب الموصل، غير أن هذا الموقع رُفض سريعاً، لكونه قريباً من أماكن وجود اليزيدين الذين تعرضوا لإبادة جماعية على يد مقاتلي التنظيم؛ ومن ثم فإن عملية وضع المقاتلين وعائلاتهم قد تكون سيئة؛ لما تحمله من مخاطر.

وإلى الآن، يحاول المجتمع الدولي أن يجد طريقة للتعامل مع ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل أجنبي محتجزين بشمال شرقي سوريا، في ظل عدم وجود دولة ترغب في إعادة حتى مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم، في حين قبِلت بعض الدول استعادة مواطنيها الأطفال وأمهاتهم.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول غربي مطلع على المحادثات الأمريكيةالعراقية قوله إن العراقيين وضعوا شروطهم على الطاولة دون أن يعني ذلك موافقة الولايات المتحدة عليها، والتي من المتوقع أن تفاوض بغداد على هذه الشروط خلال محادثات تُعقد في الأسابيع القليلة المقبلة.

وبحسب بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الأمريكي السابق للتحالف الدولي لمكافحةداعش، فإن العراق سيكون خياراً جيداً إذا تم الاتفاق على الشروط.

وتنقلالغارديانعن مسؤول عراقي قوله إن واشنطن ضغطت على القيادة العراقية، من أجل المساعدة في إيجاد حل لهذه الأزمة، حيث تعتبر أعداد المحتجزين من مقاتليداعشعملية شاقة، كما يعيشون حالياً في ظروف فوضوية، إلا أنه نفى أن تكون بغداد قد طلبت أموالاً لاستقبالهم، وهو ما أكده أربعة مسؤولين غربيين أيضاً!

لا يوجد تعليقات.