صحف أمريكية: دولة “داعش” انتهت لكن التنظيم لم ينته

ترجمة منال حميد

2٬696

سلطت الصحافة الأمريكية الصادرة الأحد الضوء على إعلان قوات سوريا الديمقراطية دخول آخر مناطق تنظيم الدولة في منطقة الباغوز السورية، ونهايةدولة الخلافةالتي أعلنها أبو بكر البغدادي في الموصل عام 2014.

الصحف الأمريكية أكدت أن دولة الخلافة بمعناها المادي انتهت فعلياً، غير أن تنظيم الدولة ما يزال موجوداً، وأنه بدأ فعلياً حتى قبل نهاية معركة الباغوز تجميع نفسه والاستعداد للمرحلة المقبلة.

تقول صحيفة نيويورك تايمز، إنه في الأسابيع التي تلت إعلان الرئيس دونالد ترامب الانتصار على تنظيم الدولة، في ديسمبر الماضي، أعلن المقاتلون التابعون للتنظيم عن شن 182 هجوماً على الأقل في سوريا.

بحسب نيويورك تايمزيقول تشارلي وينتر، زميل المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إن هناك ميلاً للتسرع في إعلان النصر سريعاً جداً وفي وقت مبكر على الجماعات الجهادية“.

بدوره يقول عدنان عفرين، قائد قوات سوريا الديمقراطية لـنيويورك تايمز، إن القادة الذين ساعدوا في تحرير الباغوز حذروا من اعتبار استعادة الأراضي التي كانت تحت قبضة تنظيم الدولة نهاية لمرحلة الصراع مع هذا التنظيم.

وأشار إلى أنتحرير المدن والبلدات التي تحتلها داعش كان الجزء السهل، مستطرداً بالقول: “عندما نذهب إلى الخطوط الأمامية ونواجههم، نطلق عليهم النار ويطلقون علينا، نحن نعرف من أمامنا ولكن وراءنا هناك خلايا نائمة. المعركة ضد العدو الذي لا تستطيع رؤيته أصعب بكثير“.

وفي حين يصف الكثيرون سقوط بلدة الباغوز بأنه نهاية دولة الخلافة، لكن مشروع التنظيم كان عالمياً دائماً، بحسب نيويورك تايمز، التي تؤكد أننصف مقاطعات ولايات دولة الخلافة موجودة خارج سوريا والعراق، وعلى الرغم من تضاؤل الأراضي التي يسيطر عليها في هذين البلدين لكن التنظيم ينشط في الخارج وينمو“.

في هذا السياق، تنقل صحيفة واشنطن بوست، عن مسؤولين ومحللين أمريكيين تحذيرهم من الاعتقاد بأن التنظيم انتهى؛ إذ بحسب رأيهم فإن المتشددين التابعين للتنظيم، ومع قرب نهاية الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، غيروا مواضعهم، وأعادوا ترتيب صفوفهم؛ بانتظار لحظة تاريخية أخرى تشبه اللحظة التي ظهروا بها.

يقول حسن حسن، الباحث في مركز السياسات الدولية بواشنطن، إن التنظيم لن يطلق أي مفاجآت كبيرة في وقت قريب، لكن ما تبقى منه سيظل تحدياً هائلاً.

حسن أضاف، بحسب واشنطن بوست: “إذا نجحت الجهود ضد تنظيم داعش فيمكن أن ينتهوا، وإذا فشلت فعليك أن تنتظر حركة تشبه حركة طالبان الأفغانية؛ فهم إلى الآن يسيطرون على بعض المناطق ليلاً“.

وتابع موضحاً: “في العراق، حيث نشأ التنظيم، أعاد مقاتلوه تجميع صفوفهم على شكل تمرد ريفي في المناطق الواقعة شمال وشرق العاصمة بغداد. ويقومون بأعمال اغتيالات وتفجيرات، وفي سوريا فإن هناك علامات أقل على قدرة التنظيم على إعادة إحياء نفسه كتنظيم منظم، ولكن مع ذلك هناك الكثير من التحذيرات التي تطلق من وقت إلى آخر“.

وتنقل واشنطن بوست جزءاً من تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، أشارت فيه إلى أن تنظيم الدولة يعمل حالياً على تجديد الوظائف والقدرات الرئيسية لصفوفه بشكل أسرع، ولكن ما تزال جهود مكافحة الإرهاب العراقي مستمرة في ملاحقته، أما في سوريا فإن من المحتمل عودة التنظيم خلال 6- 12 شهراً، ولكن ستبقى المساحات التي يستعيدها محدودة.

وبحسب بيانات قوات سوريا الديمقراطية، فإنها فقدت نحو 11 ألفاً من مقاتليها خلال سنوات المواجهة مع التنظيم بسوريا، في حين ترفض القوات العراقية والمليشيات التصريح بأعداد مقاتليها الذين فقدوا خلال المواجهة مع التنظيم.

أما الولايات المتحدة فقد أشارت إلى أنها فقدت 16 جندياً من بين 72 لقوا حتفهم منذ انطلاق عمليات التحالف الدولي ضد التنظيم، في حين بلغت كلفة الحرب على داعش 28.5 مليار دولار.

ويقدر الجيش الأمريكي أنه قتل 70 ألفاً من بين نحو “100 ألفمن مقاتلي تنظيم الدولة، وهو رقم يبدو أنه قاد إلى حسابات تفيد بأن هناك “30 ألفمقاتل من مقاتلي التنظيم ما زالوا يتربصون في المناطق المحررة.

ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون إن هذا العدد مرتفع للغاية، على الرغم من إقرارهم بأن جميع الأرقام تقريبية.

وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، السبت (23 مارس)، مواصلة عملياته للتأكد من القضاء النهائي على تنظيم الدولة في سوريا، عقب إعلان هزيمته وسط احتفاء وتشكيك بنهايته تماماً.

يأتي ذلك عقب إعلان قوات سوريا الديمقراطية، السبت (23 مارس)، أن تنظيم الدولة مُني بالهزيمة النهائية في جيب في الباغوز شرقي سوريا، بما ينهيدولة الخلافةالتي أعلنها التنظيم وامتدت في عام 2014 على مساحة تصل إلى ثلث مساحة العراق وسوريا.

لا يوجد تعليقات.