ذكرت صحيفة “ناشينال إنتريست” الأمريكية أن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران تبدو حتمية، وأنها ستنتهي بمأساة نتيجة التصعيد المستمر من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفي مقال للكاتب محمد أيوب بالصحيفة، أوضح أنه “بعد أن كان التفاؤل سيد الموقف بعد الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، انعكس المسار الرئيسي بانتخاب ترامب للرئاسة الأمريكية، والذي ما لبث أن بدأ بالتهديد مراراً بالانسحاب من الاتفاقية النووية، ثم لم يتوانَ عن الانسحاب منها فعلياً بشهر مايو 2018، معلناً أن (صفقة إيران معيبة في جوهرها)”.
ويشير أيوب إلى أن إعلان واشنطن بأنها ستفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط من إيران ما لم تتوقف عن ذلك كان يهدف إلى قطع شريان الحياة الاقتصادي لإجبارها على قبول المطالب الأمريكية، والتي تشمل موافقة طهران على توقيع نسخة معدلة من الاتفاقية النووية بالتخلّي عن حقها في تخصيب اليورانيوم وإغلاق جميع المنشآت النووية ومن ضمنها تلك التي تعمل في مجال البحوث لأغراض سلمية.
كذلك طالبت إدارة ترامب إيران بتقليص برنامجها الصاروخي البالستي، إن لم يكن القضاء عليه تماماً، وتوقع مسؤولو الإدارة أن تُغيّر إيران جذرياً سياستها في الشرق الأوسط بـ“الكف عن دعم الإرهاب“، وأن تتماشى مع التفضيلات الأمريكية في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالعراق وسوريا ولبنان واليمن.
ويرى الكاتب أن إجبار إيران على تغيير مسارها من خلال استخدام الضغط الخارجي يضر بـ“الفخر الفارسي“، وأنه من المرجح أن يعزز الدعم الشعبي للدولة ونظامها المحاصر ، بصرف النظر عن طبيعة النظام.
وقد كان توضيح القرار الإيراني بتحدي الضغط الأمريكي من قبل قيادتها؛ في التصريحات الأخيرة، ومن بينها تصريحات وزير الخارجية جواد ظريف.
وأعلن ظريف أن طهران ستستمر في تحدي العقوبات الأمريكية من خلال إيجاد مشترين لنفطها، وحذر من أن واشنطن “يجب أن تكون مستعدة للعواقب” إذا حاولت إيقافها.
ولفت الكاتب إلى أن السياسة الأمريكية الأخيرة المتمثلة في زيادة تشديد الخناق على إيران سوف ترضي “إسرائيل” والسعودية، اللتين دفعتا واشنطن بقوة لتبني سياسة مواجهة أكثر تجاه طهران، والتي يمكن أن تصبح مقدمة لسياسة أخرى.
وتوقع الكاتب حرباً كبيرة في الشرق الأوسط بسبب عدم قدرة إيران على تصدير النفط، الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد الإيراني، ومن ثم فمن المرجح أن ترد إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 واستئناف التخصيب النووي الشامل، ومن ضمنه برامج التسلح.
كما توقع أن يؤدي انسحاب إيران من خطة العمل المشتركة الإيرانية (JCPOA) واستئناف أنشطة التخصيب النووي إلى ما بعد المستويات المسموح بها حالياً، إلى هجمات أمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، أو ضربات جوية وصاروخية إسرائيلية على هذه الأهداف؛ على أمل أن يؤدي ذلك إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران.
وبالنظر إلى ميوله وعلاقته الوثيقة مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يمكن للرئيس ترامب أن يقع بسهولة فريسة لهذه الاستراتيجية الإسرائيلية، وبغض النظر عمن يقوم بمبادرة مهاجمة المنشآت الإيرانية، سواء كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة، فإن مثل هذا الهجوم في حال تنفيذه لا بد أن يدعو إلى الانتقام الإيراني من أهداف أمريكية، إما مباشرة أو عن طريق وكلاء في العراق وسوريا وأفغانستان، وقد يتحول الخليج إلى ساحة حرب كاملة، بحسب الكاتب.
لا يوجد تعليقات.